Monday, February 22, 2010

شباب الأطباء ملح المهنة ونسيجها Sudan:


By: د.محمد عبد القادر هلال

http://www.midan.net/almidan/?p=965#more-965
درج أطباء السودان على امتشاق سلاح الإضراب في وجه الظلم والعسف فأطباء السودان مثل عماله مستخدميه عريقون في الدفاع عن حقوقهم، وأجورهم، وسلامة الشروط التي يعملون في إطارها كمهنيين- وعريقون في الدفاع عن مهنتهم وبلادهم ومستهلكي الخدمة التي يساهمون في تقديمها مع زملائهم في الحقل الصحي.
وفي الخمسة عشر عاماً الأخيرة خاض أطباء السودان معارك إضرابيه عديدة من أجل قضيتي الأجور وبيئة العمل تكللت جميعها بالنجاح. حدث ذلك في العاصمة والولايات وأخر الإضرابات كان في نيالا في مطلع أكتوبر الماضي حيث توقف أطباؤها عن العمل في مواجهة السيد وزير الصحة الولائي وحكومته.

واليوم ينتصر نواب الاختصاصيين بوزارة الصحة (1800) طبيباً للقضية التي دافعوا عنها مضربين ويعقدون الآن أصبعاً على أصبع منتظرين تطبيق وزارة الصحة الاتفاق. وفي حالة الإخلال به فأنهم يدعون جميع أطباء السودان بوزارة الصحة الاتحادية والوزارات الولائية ومستشفيات الجامعات للإضراب. وعلى ذلك فأنني أناشد جميع الأطباء من مختلف المشارب التي وجه النواب لها النداء أن يكونوا على جناح الاستعداد للاستجابة لنداء الواجب.

ومن الجانب الآخر دخل أطباء الامتياز معركتهم قبل 3 أسابيع بالتجمهر في حرم وزارة الصحة مقدمين مطالبهم وتشكلت في وقت لاحق (13 يناير 2010) لجنتهم التمهيدية التي أسست لمطالبهم العادلة. كما أن الأطباء العموميين والاختصاصيين الجدد رفعوا مطالبهم والتي تتركز في مجابهة غول العطالة فالأطباء العموميين بعد انجاز فترة الامتياز وما يكابدونه فيها من تأخير التعيين، فتأخير المرتبات والمتأخرات بعد التعيين_ وبعد الالتحاق بالخدمة الإلزامية [ وهي تابعة ديوانياً لوزارة الدفاع] وإنهائها يجدون أنفسهم في منازلهم يلعقون من مائدة العزلة والتعطل والاكتئاب…أي يصبحون أطباء عموميين بلا عمل.

وذات المجرى والسياق القاسي واللئيم يجرى على النائب بعد أن ينهي فترة النيابة ويجتاز دوراتها وامتحاناتها ويتحصل على شهادة التخصص فأن وزارة الصحة تنهي وظيفته كنائب ولا تعمل على ترقيته لأخصائي! فلماذا إذن أهلته؟ ولماذا الصوت العالي عن الحوجة! ولماذا الحسابات الإحصائية وإعلانات الخطط؟ كل ذلك لا شئ عندما يصبح المقابل للخطة هو صرف راتب أخر الشهر. ويصبح الأخصائي الجديد شخصاً[مشاغباً] باحثاً عن عمل. لقد تنادى الأخصائيون الجدد للتجمع وشكلوا سكرتاريتهم زوراً عن حقهم في العمل وحق المواطن في أن يقدموا له الخدمة وهذا شئ إيجابي.

إنني أرحب بهذه الروافد الهادرة فهي تنتصر لحركة الأطباء الوطنية الموغلة بالحراك في التاريخ الحديث لبلادنا. و ستنفتح هذه الروافد الهادرة على حقها الأكبر في الدفاع عن وحدتها. إن هذه الحركة الحية ستشق طريقها في اتجاه استعادة حقها المنهوب في الكيان النقابي الدائم المقيم الحارس الساهر على المهنة والمواطن والبلاد وقضاياها القومية وحقها في الديمقراطية والتنمية الوطنية… إن تنسيق هذه الروافد الهادرة فيما بين أطرافها هو خطوة تستحق الإشادة وهي الإرهاص والمقدمة لاستعادة نقابة الفئة. وحينما يجئ الوقت وحينما يفرض الواقع الحي العاصف الحلول فلا قوة فوق الأرض تستطيع أن تقف في مواجهة التحول الموضوعي، وعلى ذوي النوايا الحسنة من كبار الأطباء (مخزن التجربة والحكمة) أن يدخلوا المعركة اليوم وليس غداً وأقترح أن يصدر كبار الأطباء بياناً على قرار (بيان من كبار الأطباء) الصادر عام 2005 يسندون وقفة شباب الأطباء (ملح المهنة ونسيجها) ويقدمون لهم يد التعضيد
.